حتى نتقدم ونتطور لا بد من
الإبداع الذي لا يمكن أن ينمو إلا في ظل الحرية، يقول عمر رضي الله عنه "متى
استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا" وأكبر حرية يمكن أن ينالها المسلم
عندما يكون عبدا لله، قال تعالى: "قل إن إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين" وصدق الشاعر
ومما
زادني شــرفا وتـيـهــا {{{
|
حتى عدت بأخمصي أطأ الثريا
|
أن صيرتني تحت قولك يا عبادي {{{
|
وأن جعلت لي أحمد نبيا
|
أن تكون حرا أي أن تعرف
مالك وما عليك وتعلم أن حريتك تنتهي عند بداية حرية الآخرين.وحيث أننا نسعى إلى
التحرك داخل مجتمعنا بتلقائية وعفوية وتكون كل حركاتنا معقلنة، وتصب في جعل الناس
يعظمون الله وحده وتكون هيبته في قلوبهم، ويفعلون ما يرضي الله وحده عاملين بالقرآن
والسنة فلا يضيرهم عن ذلك رضى الناس من سخطهم فالرسول الكريم يقول: "من أرضى
الله بسخط الناس رضي الله عنه ورضي الناس". وصدقت الشاعرة الصالحة:
يا ليتك تحلـو الحيــاة مريــرة {{{
|
يا ليتك ترضى والأنام غضاب
|
ويا ليت الذي بيني وبينك
عامر {{{
|
وما بيني وبين العالمين خراب
|
إن صح الود منك فالكل هيــن {{{
|
وكل الذي فوق التراب تراب
555555555 |
ولا يعرف ما يرضي البشر
ويسعدهم إلا رب البشر لذلك وضع لنا دستورا كاملا غير ناقص هو "القرآن
والسنة" وكلما سرنا على هداهما لن نضل أو نحيد عن الهدى قيد أنملة، قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به فلن تضلوا بعدي أبدا
كتاب الله وسنتي". وقال النبي (ص): "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجد". وجاء في الأثر: " اعمل لوجه
واحد يكفك كل الوجوه". وقال الداعية حسين يعقوب في كتابه أصول الوصول إلى الله"
كأول أصل: كن واحد لواحد على طريق واحد". وقال تعالى: "ومن يرد الله أن
يهديه يشرح صدره للإسلام". والعاقل من يملأ وقته بالأعمال الجليلة وعمره
بالمنجزات على أرض الواقع ويطور مسار حياته نحو الأفضل (ماديا ومعنويا) ويبني العز
والمجد لأسرته ومجتمعه وأمته... والله خلقنا بقدرات هائلة وما علينا إلا أن
نكتشفها وننميها ونطور مهارتنا وذواتنا ونتعلم. إذا أحسست بالملل أيها المسلم فغير
حياتك ولن يحدث ذلك إلا إذا غيرت أفكارك ورتبتها ونظمت أسلوب تفكيرك. اقرأ، واكتب،
وسافر، وابحث عن أصدقاء جدد، وتزود للمعاد فعمرك محدود على الأرض فاربطه بالسماء
واجعل الله خير مؤنس لك. تعلم علوما أخرى،رق مستواك الفكري والتربوي، وانفتح على
أفراد جدد موهوبين، مميزين، مبدعين، ووسع دائرة اهتماماتك وكن طيب السجايا،
متخلقا، بشوشا، ونظف ماضيك، وأكثر منجزاتك على أرض الواقع واصنع حلمك بيدك، وعش كما
عاش الأحرار ساخرين من الصعاب ونمي التحدي في قلبك وتألق وبادر وخطط لفعل الطيب من
الأعمال والأقوال. وسافر بقلبك إلى الله أثناء أدائك الصلوات ولا تعلق قلبك بمخلوق
إلا بالله. واعتبر بما يحدث، كن ذاكرا لله تاليا للقرآن، مجتهدا في نشر السنة
وإماتة البدعة. دقق كلامك ولا تجعله يحتمل أكثر من معنى وكن واضحا مع الناس محبا
لهم لا تذكر امرءا بسوء وتجاوز عنهم حتى يتجاوز الله عنك. تفاءل بالخير تجده، وصن
نفسك عن السفا سف وكن ذا همة عالية تمشي بخطى ثابتة على الأرض، وقلبك مرتبط برب
السماء. حلق عاليا ولا تضيع وقتك مع الفارغين والسادرين في الغي الذين همهم الدنيا
فقط، وأخيرا اعرف قدر نفسك وعد كلامك من عملك ولا تقل ما لا تفعل وصدق الشاعر:
وزن الـكلام إذا نـطـقـــت {{{
|
ولا تكن ثرثارا في كل واد تخطب
|
ثم توكل على الحي الذي لا
يموت واعلم أن أرض الله واسعة ولا ينبغي أن تكون خاضعا لأحد مهما علا شأنه إلا لله
لأنك عبد له وحده وقد خلقك حرا ولا يجوز بحال أن يتحكم فينا خصوصا من نحن أهدى منه
سبيلا. والله الهادي إلى سواء السبيل.
بقلــــــــــم: عبد
العزيز مومني
(أبو خالد)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق