هديه
في التعامل مع أقاربه صلى الله عليه وسلم
لذوي
القربى حقهم في الإحسان وفي المواساة ، لأنهم صنو أصول المرء وفروعه ، أيا كان
جهتهم أو درجتهم من القرابة والرحم .
وفي
سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أقاربه نرى أجمل الصور وأروع الأمثلة
في التعامل مع الأقارب ، و يقول الباحث محمد بن عبد القادر أبو فارس
: صلة النبي صلى الله عليه وسلم بأقاربه وعشيرته ، وكذلك
المسلمون من بني هاشم كانت حسنة ، فتعاطفوا معهم ونصروهم ، مع أنهم ليسوا على
دينهم ، ويمكن للداعية أن يحسن علاقته مع عشيرته دون أن يخالف شرع الله وحكمه ، ويستفيد
من حسن الصلة بهم في خدمة دعوته ونشر فكرته وتوفير الحماية له من أعدائه )) [1 (
وفيما
يلي نتف يسيرة من هديه في ذلك :
•الحرص
على هدايتهم إلى الحق .
لم يسد قريب لقريبه خيرا من هدايته إلى الحق ، بأن يدعوه إلى الإيمان بالله تعالى والدخول في الإسلام إن لم يكن من أهله ، أو بدعوته إلى الثبات على الإيمان بالله وملازمة الطاعات ، و البعد عن الشرك وذرائعه وترك المعاصي وعدم القرب منها إن كان من أهل الإسلام .
لم يسد قريب لقريبه خيرا من هدايته إلى الحق ، بأن يدعوه إلى الإيمان بالله تعالى والدخول في الإسلام إن لم يكن من أهله ، أو بدعوته إلى الثبات على الإيمان بالله وملازمة الطاعات ، و البعد عن الشرك وذرائعه وترك المعاصي وعدم القرب منها إن كان من أهل الإسلام .
ولذلك
مدح الله نبيه إسماعيل بأمر أهله بالصلاة والزكاة ، فقال : { وَاذْكُرْ فِي
الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً
نَّبِيّاً وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ
رَبِّهِ مَرْضِيّاً } [2].
ولما
بعث الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس أجمعين أمره سبحانه في الدعوة
و النذارة بعشيرته الأقربين ، قال تعالى {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }
[3].
قال
الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله : عشيرة الرجل هم
بني أبيه الأدنون ، أو قبيلته ، لأنهم أحق الناس ببرك وإحسانك الديني والدنيوي ... )) [4].
فلما
نزلت هذه الآية نهض رسول الله لدعوة أقاربه وتبشيرهم بما جاء به من عند الله من
التوحيد ونبذ عبادة الأصنام
عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل
الله عز وجل {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } [5]قال :
يا معشر قريش )) أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من
الله شيئا ، يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب
لا أغني عنك من الله شيئا ، يا صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أغني
عنك من الله شيئا ، ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي ، لا أغني عنك من
الله شيئا )) [6].
هكذا
عم ثم خص في دعوة أقاربه ، ولم يترك منهم أحد ، امتثالا لأمر ربه سبحانه وحرصا على
هدايتهم إلى الحق الذي لا نجاة في الدنيا ولا في الآخرة إلا بقبوله .
قال
الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : وأوضح لأقرب الناس إليه أن
التصديق بهذه الرسالة هو حياة الصلة بينه وبينهم ، وأن عصبية القرابة التي يقوم عليها
العرب ذابت في حرارة هذا الإنذار الآتي من عند الله )) [7].
وبهذه
الدعوة المباركة لأقاربه دخل كثير منهم في الإسلام ، وقد سبقت تراجم أشهرهم .
---------------------------------
[1]السيرة
النبوية دراسة تحليلية ص 191 لمحمد بن عبد القادر أبو فارس
[2]سورة
مريم الآيتان 45 ، 55
[3]الشعراء
الآية 214
[4]فتح
المجيد شرح كتاب التوحيد ص 212
[5]الشعراء
الآية 214
[6]صحيح
البخاري ( 3 / 1012 )
[7]فقه
السيرة ص9
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق