iii

الاثنين، 24 فبراير 2014

التكفير العلماني للمسلمين.." وسبقني وشكا"

لعل المتتبع لتصريحات وكتابات العلمانيين، كما يحلوا لهم تسمية أنفسهم، يرى مطابقة تامة المواصفات للمثل المغربي: " ضربني وبكا .. سبقني وشكا "، فلا يكاد الواحد منهم يفوت فرصة ظهوره على أي وسيلة من وسائل الإعلام، إلا ونشب مخالبه و أنيابه في كل ملتزم بالدين الإسلامي الحنيف، طاعنا في هديه و شعائره، شاكيا مظلمة لم تقع، و بأنه المستهدف و المسكين الملاحق، متحسسا " بطحته" كل حين، حاسبا كل صيحة عليه، مؤولا كل كلمة و محرفا للسياق لهوى في نفسه..
وإن الكثير منهم ليختلق سيناريوهات تجمعه بالمتدين، خاصة مع  ضوء كاميرا أو تقريب ميكروفون، فيخرج كل ما يجول بخاطره عن شخصه الكريم، معلقا خواطره بعلاقة " الآخر المتدين" واصفا إياه بالكفر و الزندقة و عدم معرفة الإسلام، و ينصب نفسه فقيها محنكا، يجمع بين الإلحاد و الإيمان، فيخرج دينا هجينا غير واضح المعالم، مذبذبا لا هو إلى الإسلام أقرب ولا إلى الإلحاد أنسب..
قد تجد أحدهم ما إن يلج مكانا و يرى حجابا أو لحية، حتى يستشيط غضبا، معربا عن إحترامه للآخر بأبشع الكلمات التي قد تخرج عمن هو للثقافة والمعرفة منسوب و محسوب، متناسيا ما يرفعه بين حين آخر من "الحرية الشخصية" ،" حرية الإعتقاد"،الديمقراطية"...إلى آخر هذه الأسماء اللماعة التي يتأبطونها بافتخار تارة مخبئين إياها تحت الحصير وجالسين عليها بثقلهم تارة أخرى، فديمقراطيتهم كصنم من عجوة كما قال أح المفكرين، يعبدونه لكن ما إن تنعق غرابيب بطونهم جوعا حتى يستديروا إليه ليفترسوه بلا رحمة..
إن تدخل البعض في غير شؤون معرفته، ومجال علمه، و الإدلاء بدلوه بصورة اعتباطية و عشوائية، ليهدد توازن المجتمع المغربي، وقد قيل قديما إن الحائط اشتكى من المسمار قائلا: "لم تشقني ؟ " فأجاب المسمار: إسأل من يدقني ".
حيث أننا أصبحنا نرى الصحفي الفقيه، المذيع الشيخ، الحركي المفتي، مما يجرء على الدين ويذهب هيبة ووقار العالم و العلماء، حتى إذا انبرى شباب متحمس ذودا عن الدين و دفاعا عن المقدسات، خرج من يتهمهم بالتطرف و العصبية و ربما..الكفر، فكان لزاما وقف من يدق على الأوتار الحساسة بدل تكديس الزنازين بالمعارضين والمخالفين " واسأل من يدقني"..
وقد طغت موضة سب الدين و الإنتقاص منه، حيت نلاحظ آخر الصراعات و المستجدات مع بداية هبوب رياح الإنتخابات التي تؤذن بالتسابق نحو التكتلات وخطبة ود الأحزاب و الحركات التي تحظى بتتبع الإعلام الأجنبي وتتصدر الصفحات الصفراء، حركات وأحزاب ترزح تحت شعار " خالف تعرف"، في تحد سافر لمشاعر المغاربة، واستغلالا للنفوذ و السلطة ..
فيصفق لكل علماني يطعن في الإسلام و الهوية، ويهيج المجتمع نصرة للأقلية على الأكثرية الغالبة، فتكفير العلماني للمسلمين شجاعة وتحد للطابوهات، بينما الرد إرهاب و تطرف مشين..
حتى إذا ما أرادوا زعما مناظرة المخالف و إظهار حججهم، جيء بفرد واحد كممثل مفروض على الشعب المغربي ، المكون من أزيد من 30 مليون شخص، وفي مواجهته " زينة" ممن أشرب التكفير العلماني و التطرف الفكري، فيحاصر ذلك الفرد بين براثن وفي عرين جمع يتقاذفه ويتلاعب به، فكلما ضعف واحد منهم تدخل الآخر مغطيا على الهزيمة، ليظهروا لل30 مليون أن دعوتهم النشاز هي الأقوى حجة الأفهم فقها..وتلك طريقتهم التي أكل الدهر عليها وشرب.
أن التلفظ بالكفر الذي تعودنا عليه مرارا على ألسنة بعض العلمانيين و الملحدين المغاربة، و الذي يكون بردا وسلاما، غمامة صيف عابرة، لو صرح به ذو لحية، لكانت نارا تشعل وسائل الإعلام، و تلهبها ، تقيم المنظمات الحقوقية ولا تقعدها، وذلك ما يسمى الكيل بمكيالين، وتعميق الهوة بين المواطنين كما أنها رسالة مفادها: " إذا أردت أن تشتهر..سبّ دينك وهويتك، اسلخ جلدك والو لسانك، تنصل من وطنيتك وانتمائك"..
بقلم : نجاة حمص عن أسبوعية السبيل العدد 162


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق