iii

الخميس، 20 فبراير 2014

برقية شكر إلى بني علمان

شكرا على خدمتكم غير مدفوعة الأجر، أنتم جنود من جنود الله لخدمة هذا الدين،
أنتم سبب في عودة الناس إلى الإسلام، ورجوع المسلمين إلى شرع ربهم، أنتم عون لنا على الإهتمام بالعلم، ودافع لفتح كتب الفقه واللغة والتفسير والسيرة... لنقوي معارفنا، ونرفع الجهل عن أنفسنا، ونفخر بديننا، أنتم الذين ينصر الله بكم هذا الدين العظيم، أنتم الذين يصدق فيكم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: "وإن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"، ويصدق فيكم قول القائل:
وإذا أراد الله نشر فضيلة                   طويت أتاح لها لسان حسود
كشفتم القناع أزلتم الغبار وحركتم الراكض، ودفعتم الناس إلى الشعور بالحمية و الغيرة على دينهم الذي  طالما عملتم بجد و تفان وإخلاص لصدهم عنه وإبعادهم عن طهره و صفائه، لكن باءت جهودكم بالفشل الذريع، وأنتم تتوهمون أنكم حققتم رغباتكم الدنيئة ومقاصدكم في الإفساد و الإضلال، لما ترونه من إنتشار لمظاهر الإنحراف الخلقي و السلوكي، لكنكم تجهلون أن تحت رماد الإنحراف نار الإسلام ، و بإستفزازكم تورون لهيبها وتؤججون شهبها، وما خرجاتكم المتوالية ـ في تبادل مفضوح للأدوار ـ إلا دليل على صراخكم ولا يصرخ المرء إلا من الألم .
فعلى رسلكم فهذا الدين عظيم من عند العظيم، لا تزيده ضرباتكم إلا قوة، ولا إهاناتكم إلا عزا، ولا تشويهكم إلا صفاء ووضوحا، ولا ترهيبكم منه إلا حبا و شوقا يفيض على القلوب نهرا متدفقا يحرك الأشجان، ويهز الكيان.
على رسلكم فجهودكم ذهبت هباء منثورا، أوقاتكم ضاعت هدرا، وقلوبكم يعتصرها الألم و الحزن و أنتم تحصدون نتائج الخيبة و العار، فمن كان يظن أن جيلا من الشباب أكثره ضيعتم حاضره ومستقبله بالمجون والإنحلال و المخدرات، أن يرفع وهو على مدرج الملعب لافتة طويلة عريضة ترد على المتهوك والجريء لشكر و تدافع عن شرع ربها ...؟    !
إنه لمنظر يصيبكم بالجنون، وكم أنتم مجانين حقا ،  فلا يضرني تجرؤكم على تعاليم الإسلام ما دام ذلك يحيي في نفوسنا جذوة الإيمان و الإسلام، وهو كذلك فزيدوا في عنادكم واستفزازكم فلربما حكم علينا أن لا نتحرك إلا لرد العدوان، وأن لا نمارس الهجوم إلا حفاظا على بيضة الإسلام. فلعله تنقلب الموازين يوما.
يا أيتام الغرب...وسعاة فتاته...وعشاق مزابله...خذوا العبرة- إن كنتم من أهل الاعتبار-من غربكم المفضل كيف سعى ويسعى إلى تشويه الإسلام لٍيَحُولَ بين أبنائه وبين الدخول في هذا الدين أفواجا،ومع ذلك ما استطاعوا أن يقفوا في وجه مد الإسلام الذي يضرب الغرب طولا وعرضا،فجروا في نيويورك،أساؤوا إلى رسول الإسلام بالصور والكاريكاتورية في الدانيمارك وبالأفلام في هولندا،وضعوا القوانين لمنع الحجاب والنقاب في فرنسا، ومنعوا بناء المآذن في سويسرا،...فماذا كانت النتيجة؟
إليكم هذه الحقائق و المعطيات:
عن معهد غالوب لأبحات الرأي العام بأمريكا.
" عدد المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية تجاوز ستة ملايين مسلم ليصبح الإسلام أحد أكبر الديانات الخمس بالولايات المتحدة الأمريكية"
كما توقع ( سيري بيتش ) أستاذ الجغرافيا بجامعة أكسفورد " بتضاعف عدد المسلمين بحلول 2015 بينما سينخفض عدد غير المسلمين بنسبة 3و5 % .
وفي دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية جاء فيها أن " 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنويا، و أكدت الدراسة أن المسلمين الفرنسيين أكثر التزاما، وتندر الجريمة في أوساطهم.
وتشير الإحصائيات أن بفرنسا 2300مسجد و7ملايين مسلم ليصبح الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية بفرنسا.وهناك توقعات بأن يمثل المسلمون ربع سكان فرنسا بحلول عام 2025بينما تشير تلك التوقعات بأن يمثل المسلمون %20 من سكان أوربا عام 2050".  
أما في الداني مارك التي أعادت صحفها في فبراير سنة 2008 نشرا لرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم فقد أكدت صحيفة (البوليتيكن) الدانمركية أن عدد الدانمركيين الذين يعتنقون الدين الإسلامي يتزايد يوما بعد آخر،وأن مواطنا دانمركيا واحدا غلى الأقل يختار اعتناق الدين الإسلامي يوميا،كما أن عدد الدانمركيين الذين تحولوا للإسلام منذ نشر الرسوم المسيئة تجاوز خمسة آلاف دانمركي.              
  كما شهدت مكتبات أمستردام إقبالا كبيرا من الهولنديين على شراء المصاحف الإلكترونية المترجمة مما أدى إلى نفادها من الأسواق عقب نشر الرسوم المسيئة،وعلى جانب آخر خابت آمال النائب الهولندي خيرت فيلدرز فبعد عرض فيلم "فتنة"
أشهر ثلاثة هولنديين إسلامهم خلال أسبوع من عرض الفيلم. بل أشهر مخرج الفيلم إسلامه مؤخرا .
أما في بريطانيا فقد تم إلغاء مصطلح الإرهاب الإسلامي والإشارة إليه كإرهاب عنيف وتعديل قوانين الإرث بناء على إعترافها بتعدد الزوجات. ويبدو أن الشريعة الإسلامية قد جذبت إليها الكثيرين في بريطانيا الأمر الذي تؤكد دعوة " روان ويليامز"  كبير أساقفة كنيسة كانتربري إلى تطبيق بعض جوانب الشريعة الإسلامية في بريطانيا. معتبرا أنه أمر لا يمكن تجنبه قائلا في حديث له مع إذاعة ال ( بي بي سي ) في فبراير 2008 ( إن تطبيق الشريعة الإسلامية أمر لا مفر منه لتماسك المجتمع البريطاني )، وهذه هدية خاصة لإدريس لشكر و نسائه في الحزب من سيدتهم بريطانيا العلمانية المسيحية.
و إن ما ذكر أمثلة فقط و إلا فإن الأرقام و الإحصائيات كثيرة ووفيرة، في ربوع العالم تصرخ أن الإسلام قادم منتصر مسيطر مهيمن فأهلا وسهلا.
أما في العالم الإسلامي فعودة مظاهر الإسلام بادية رغم عقود من عملية المسخ و التغريب ، وإن كانت أعطت أكلها على مستوى الشكل و المظهر لكنها لم تستطع أن تمسخ الباطن الذي يطوعه جهد بسيط من الذكرى و الموعظة وتوفر المناخ المناسب، وأحوال المسلمين في رمضان خير دليل حيث طغيان الأجواء الروحانية، ناهيكم عن توبة عتاة المجرمين والمنحرفين، و إنتشار الحجاب و مظاهر الإلتزام لا سيما في أوساط الشباب من مختلف المستويات و الطبقات، وهو ما قض و يقض مضجع زمرة الفساد و الإلحاد فتراهم يخرجون هذه الخرجات المنحرفة عن إجماع الأمة فيرون من ردة الفعل ما لا يخطر لهم على بال ويكون عبيه كالوبال.
إن سنة التدافع تقتضي وجود فئة تعاكس إرادة الله في إنتشار الإسلام تواجهها فئة من أهل العلم و الفضل، فلا يحزنكم حقد هؤلاء المنفوث، فما تخفي صدورهم أكبر، و إن الله ليستعملهم في نشر دينه، و نصرة الحق، ولكنهم قوم لا يعلمون، أعماهم الجهل و الهوى و التبعية عن إبصار الحقيقة التي لم تعد تخفى على ذي عينين أو يتجاهلها عاقل.
فشكرا بني علمان على حسن الغباء، و تيقنوا أنه لا يحيق المكر السيء إلا بأهله. 
ذ.أحمد اللويزة: عن أسبوعية السبيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق